للشاعرة / سعيدة أحمد محمد و شهرتها ” ريم صلاح “
الناقد / عاطف عز الدين عبد الفتاح
هذه ليست دراسة نقدية عن ديوان ( رضاب العسل ) للشاعرة ريم صلاح بقدر ما هى دعوة للقارئ كى ينهل مجانا من ابداع الشاعرة متذوقا من ” رضاب العسل ” .
وفى عجالة سنقدم للقارئ الكريم قراءة لقصيدة ” وأنت معى ” التى قدمت فيها الشاعرة مزيجا من المذهب الرومانسى مع المذهب الصوفى ليجتمع المذهبان فى ” خلية عسلية ” مما جعلنى أختار هذه القصيدة كى يتذوق القارئ ديوان ” رضاب العسل “.
تقول الشاعرة فى مفتتح قصيدتها :
( أجلس أتمنى لقياك بداخلى
فأرتل كل ترنيماتى العاشقة
بذاك المحراب للعشق الأبدى
أتلو صلواتى وأدعو دعواتى
أن تظل لى ومنى مقتربا
بل تزداد اقترابا فأنت وهج الحياة )
تستهل الشاعرة قصيدتها وهى تستعد لمراسم استحضار المحبوب ، وكأنها لاعبة ” يوجا ” ، تشحذ ذهنها للاسترخاء ، وهى شبيهة أيضا بالناسك التى تتعبد فى أحد المعابد داخل المحراب ، فنراها تجلس فى وقار _ يليق بالشخصية الصوفية التى يجب ان تتميز بالوقار والورع والصبر والصدق والصفاء .
وعندما تجلس الشاعرة فى هذا المعبد تستحضر محبوبها محاولة أن تتذكره داخلها مما يجعلنا أمام شاعرة تتمنى أن يكون محبوبها جزءا منها ، وتحاول بتلقائية وعفوية أن تتلو كل تراتيل التى تسمعها من العشاق ،ونلاحظ براعة الشاعرة فى استخدام الفعل ” يرتل ” فى قولها : ” أتلو صلواتى وأدعو دعواتى ” مما يجعلنا قراء أمام مشهد مهيب حيث نرى مزجا من خلال عشقها الرومانسى مع الأجواء الصوفية التى تخللت المشهد العاطفى البديع فتقول الشاعرة فى هذا الاطار : ” بذاك المحراب للعشق الأبدى ” مما يجعلنا أمام حالة عشق عذرى تتم داخل محراب ، لتؤكد لنا كقراء مهابة ووقار المحبوب الذى اختارت له المحراب كمكان تقدم فيه الشاعرة تراتيلها للمعشوق ، فهو عشقها الأبدى مما يجذبنا كقراء لمعرفة ماهية المحبوب مما يضفى على قصيدتها قدرا من التشويق .
تقول الشاعرة :
( أتلو صلواتى وأدعو دعواتى )
تحاول الشاعرة جذب القارئ نحو شخصية المحبوب فتضفى عليه المهابة والوقار من خلال تلاوة الصلوات واستخدام الجناس غير التام فى كلمتىّ ” صلواتى ، دعواتى ” مما يجعلنا كقراء أمام شخصية المحبوب المهابة الموقرة كما تؤكد الشاعرة .
ويلاحظ القارئ براعة الشاعرة ريم صلاح فى اختيار العنوان المناسب للقصيدة وهو ” وأنت معى ” ، وكأن الشاعرة تريد أن تقول للمحبوب :
عندما نكون سويا ” وأنت معى ” سأتلو صلواتى وأقوم بالدعاء فى المحراب ، لأننى أعشقك عشقا أبديا !!!!
تقول الشاعرة :
( أن تظل لى ومنى مقتربا
بل تزداد اقترابا فأنت وهج الحياة
بل أنت نسيم الاله )
تدعو الشاعرة محبوبها الى الاقتراب منها ، فهى تستمد منه الحياة ، وأن الله تعالى قد خلقه ليكون لها نسيما ، فيدخل عليها السرور وتتنفسه بسعادة غامرة .
تقول الشاعرة فى ختام القصيدة :
( لك حبيبى عشقنا مع الزمان سيظل
وسيبقى مخلدا ونبضه دام )
تشير الشاعرة بأن عشقها للمحبوب سيظل مستمرا ، وسيبقى عالقا فى ذاكرة الانسانية ، لأنه سيكون مخلدا مدى الدهر وأبديا ، ودائما سيبقى نبض العشق متدفقا فهو لن يموت وسيظل حيا دائما !!!!
ان ديوان ” رضاب العسل ” للشاعرة ريم صلاح يجعلنا كقراء ومهتمين بالشعر أمام ابداع متميز جدير بالاحتفاء به .
الناقد / عاطف عز الدين عبد الفتاح